أركان العمرة كما وردت في السنة النبوية

تعريف "الركن"

في الفقه يُعرّف الركن بأنه ما لا يصحّ العمل بدونه، فإن فُقد لم يُصحّ النّسك. وعليه فالأركان في العمرة هي الأعمال الأساسية التي بدونها لا تُعدّ العمرة صحيحة عند جمهور العلماء. الألوكة+2موقع دار الإفتاء المصرية+2

---

الأركان الأساسية للعمرة

بناءً على المصادر الفقهية، يمكن تلخيص الأركان التي «اتّفق» عليها العلماء أو اختلفوا فيها في ما يلي:

1. الإحرام
   هو نية الدخول في نسك العمرة من ميقاتٍ أو من حيث يُحلّ لمن هو داخل الحرم، مع ارتداء ملابس الإحرام أو ما يُناسب التحلل من المخيط (للرجال) وما شابهها. ويُعدّ الركن الأول الذي يبدأ به النّسك. الألوكة+2إسلام ويب+2
   فعند بعض المذاهب يُعدّ الإحرام شرطاً من شروط العمرة، أما جمهور الفقهاء فيعدّونه رُكناً. موقع دار الإفتاء المصرية+1

2. الطواف حول الكعبة (سبعة أشواط تقريباً)
   الطواف حول بيت الله الحرام سبعة أشواط بدءاً من الحجر الأسود، وهو أمر متفق تقريبًا على كونه من أركان العمرة لدى معظم المذاهب. موضوع+2الألوكة+2
   فعند المالكية والحنابلة – مثلاً – اتّفقاً على أن الطواف ركن من أركان العمرة. موقع دار الإفتاء المصرية

3. السعي بين الصفا والمروة (سبعة أشواط تقريباً)
   بعد الطواف، السعي بين الصّفا والمروة يُعدّ من أركان العمرة عند جمهور الفقهاء (المالكية، الشافعية، الحنابلة)، بينما عند الحنفية يُعدّ واجباً وليس رُكناً. موضوع+2موقع دار الإفتاء المصرية+2
   وقد ورد أن من اعتمر ولم يسع – عند من اعتبره رُكناً – لم تُقبل عمرته. موضوع+1

4. الحلق أو التقصير
   هناك اختلاف فقهي في هذا الركن:

   • عند مذهب الشافعية: يُعدّ الحلق أو التقصير رُكناً من أركان العمرة. موقع دار الإفتاء المصرية+1

   • عند المالكية والحنابلة والحنفية: الحلق أو التقصير يُعدّ واجباً أو من شعائر التحلّل، وليس رُكناً أساسياً يُبطِل العمرة بتركه، بل يُلزِم فدية أو دم خاصّاً. موقع دار الإفتاء المصرية+1

---

خلاصة مرتّبة

إليك ملخّصاً موجزاً يُوضّح الأركان كما يتبنّاها الفقهاء:

الركن	هل ركن لدى جميع المذاهب؟	ملاحظات
الإحرام	نعم لدى معظم العلماء	بعضهم يعدّه شرطاً لا رُكناً.
الطواف	نعم متفق عليه تقريباً	الطواف سبعة أشواط من الركون الجليّ.
السعي بين الصفا والمروة	نعم لدى غالب العلماء، باستثناء الحنفية الذين يصنفونه واجباً	فرق المذاهب في التصنيف.
الحلق أو التقصير	لا، يختلف	الشافعية يعتبرونه رُكناً، والبقية يعتبرونه واجباً.

---

لماذا هذا الاختلاف؟

• لأن مصادر الفقه تختلف في نصوصها وتفسيرها ومكان الإسناد، لذا ذهب بعض العلماء إلى أن الحلق أو التقصير ليس من «الركن» بالمعنى الذي يُبطِل العمرة بتركه، بينما آخرون اعتبروه ضمن الأركان استناداً إلى أقوالهم واجتهاداتهم. موقع دار الإفتاء المصرية+1

• كذلك «الشرط» مقابل «الركن»: بعض الشروط أصبحت مصنّفة كأركان لدى مذهب ما، أو كواجب لدى مذهب آخر. لذا من الأفضل للمعتمر أن يلتزم بما ذهب إليه مذهب فقيهه أو ما اتّفق عليه جمهور العلماء.

---

تطبيق عملي

• عند الإحرام: نوّة الدخول في العمرة، والتحلّي بآداب اللباس والنية.

• عند الطواف: سبعة أشواط كاملة، ابتداءً وانتهاءً من الحجر الأسود، مع التزام الطهارة والستر.

• عند السعي: سبعة أشواط بدءاً من الصّفا وانتهاءً بالمروة، والتزام ما ورد من سنة.

• عند الحلق أو التقصير: بعد السعي، يتم حلق الرأس أو تقصير الشعر (للرجال) أو تقصير أطراف الشعر (للنساء)، وهذا يُعتبر تحلّلاً من الإحرام، وإن كان الاختلاف الفقهي حول “هل هو ركن أم واجب”

  
  

الأحاديث

• 1. قال ﷺ: « ‏إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ». رواه البخاري ومسلم. صريح بأن النية ضرورية في كل عبادة، ومنها العمرة. المعتمر+2Islam-QA+2

     • هذا الحديث يؤكّد أن أول ركن في العمرة هو النية (الإحرام بنية الدخول في النسك).

     • وهو ليس مخصصاً للعمرة فقط، بل لكل عبادة، ولكن يُستدل به هنا باعتبار أن الإحرام يتضمّن النية.

  2. قال ﷺ: « العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما ». رواه ابن ماجه. بن باز+1

     • هذا الحديث يدلّ على فضل تكرار العمرة، وليس على أركانها مباشرة، لكن من ضمن ما ورد في المصادر التي تناقش أركان العمرة.

     • يُستخدم لبيان أن أداء العمرة بوَجهها المشروع أن يكون صحيحاً، فأما أجزاؤها فمن ثم ما توسّع فيه الفقهاء.

  3. قال ﷺ: « تابِعوا بين الحجّ والعمرة، فإنّ متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكِير خبثَ الحديد ». رواه ابن ماجه. ويكيبيديا+1

     • هذا الحديث أيضاً من فضائل العمرة والحج، وهو دعم لأن النسَك إذا أُدّي وفق ما ينبغي يحصل فيه مظهر قبول وخشوع.

  4. في شرح العمرة تفصيلًا، يقول بعض العلماء: « العمرة مكوّنة من أربعة أشياء: الإحرام، والطواف، والسعي بين الصّفا والمروة، والحلق أو التقصير ». Islam-QA+1

     • هذا ليس نصّاً من النبي ﷺ عن أربعة أركان بهذا الترتيب الصريح، ولكنه ملخّص فقهي يستند إلى آثار النبي ﷺ وسنّته.

  5. حديث متعلق بالطواف: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «من طافَ بالبيتِ، لم يرفع قدماً ولم يضعْ أخرى إلا كُتِبَ له حسنةٌ، وحُطَّ عنه بها خطيئةٌ، ورُفِعَ له بها درجة». ويكيبيديا+1

     • هذا الحديث يدلّ على عظمة الطواف، ويُستدل به بأن الطواف أحد الأركان المهمة أو من الأعمال التي إن لم تُترَك تقريباً العمرة.

  6. من المصادر الفقهية: ورد في موقع الإسلام ويب: «فللعمرة أركان ثلاثة لا تصحّ إلا بها، وهذه الأركان هي: أولاً: الإحرام. ثانياً: الطواف بالبيت. ثالثاً: السعي بين الصّفا والمروة». إسلام ويب

     • هذا التصنيف يبيّن رأيًا فقهيًا بأن الأركان هي الثلاثة، مع أن بعض المذاهب أضافت “الحلق أو التقصير” رُكنًا رابعًا كما سبقت.

  ---

دليل فقه-إجرائي للأركان بناءً على تلك الأحاديث والتصنيفات

• • الإحرام بنية العمرة: النية مطلوبة، وقد ورد حديث “إنما الأعمال بالنيات”.

  • الطواف حول البيت (سبعة أشواط تقريباً): الحديث عن عبد الله بن عمر يدلّ على عظمة الطواف.

  • السعي بين الصفا والمروة: ورد في المصادر أنه من أركان العمرة.

  • الحلق أو التقصير: ليس نصًا صريحًا من الحديث في هذه القائمة بالألفاظ الدقيقة لكنه ذُكر في المصادر كجزء من العمرة. (راجع المصدر (4) أعلاه)

  ---

ملاحظة هامة

• • الاختلاف الفقهي قائم: بعض المذاهب تعتبر الحلق أو التقصير ركناً من أركان العمرة (مثلاً المذهب الشافعي)، بينما البعض الآخر يعتبره واجِباً أو شعيرة من شعائر التحلّل لا يُبطل النسَك بتركه ولكن يُلزِم فدية أو إعادة أو ما شابه.

  • لذا، عند التخطيط للعمرة، يُستحب أن تُطّلع على مذهبك الفقهي أو تستشير عالمًا أو مرجعية شرعية لتحديد ما يُعدّ رُكناً في مذهبك الخاص وما يُعدّ واجباً أو مستحباً.